كما عودناكم دوماً في نادي المشاريع الصغيرة على نشر قصص نجاح الرياديين والناجحين، فموعدنا اليوم مع نشر قصة هيرثا ماركس أيرتون عالمة الرياضيات التي يحتفل جوجل بها اليوم: صاحبة 26 براءة اختراع Hertha Ayrton تعرف من هي ولماذا يحتفل جوجل بالذكري الـ 162 لميلادها اليوم الخميس 28/4/2016, اسمها الأصلي فيبي سارة ماركس.
وهي من مواليد بورتسي في المملكة المتحدة في 28 -4 عام 1854، وكانت هرثا ابنة لخياطة وصانع ساعات.
وكان والدها ماركس ليفي مهاجرا من بولندا القيصيرية، وكان يعمل في تجارة الساعات، ويصارع من اجل لقمة العيش، فكان من ضمن الباعة المتجولين، والتقى والدتها تريزا موس ابنة جوزيف موس وهو تاجر زجاج من بورتسي بولاية هامبشاير، وتزوج الاثنان في عام 1951، وتوفي الأب في عام 1861 وكانت زوجته حاملا في طفلهما الثامن.
حياة هيرثا ماركس أيرتون
Hertha-Marks-Ayrton |
ولذلك لم تكن حياة هيرثا ماركس أيرتون مرفهة، واضطرت بسبب ضيق العيش لترك أسرتها للذهاب إلى مدرسة تديرها عمتها ماريون هارتوغ وزوجها في شمال غرب لندن، حيث تربت وتعلمت مع أطفال عماتها وأطفال أعمامها، واهتمت منذ صغرها بدراسة العلوم والرياضيات بشكل خاص، ودرست الموسيقى واللغة الفرنسية، كما عملت كمربية عند بلوغها سن السادسة عشرة وكانت تهتم باولاد عمتها، وقبل ان تدخل كلية جيرتون، حيث ظهرت عبقريتها بسرعة وتمكنت من صناعة جهاز لقياس نبضات الوريد وأسست وحدة للإطفاء كما قادت فريق من الكورال.
وبدلت اسمها إلى هرثا وهي في سن المراهقة بنصيحة من صديق العائلة عطيل والذي رأى فيها صورة من بطلة أحدي الروايات والتي كانت تحمل نفس الاسم وكانت تتميز بالطموح والذكاء والسعي نحو النجاح، وكان لهذا الصديق ابلغ الأثر في حياتها، فهو الذي شجعها بقوة على دخول امتحانات كامبريدج والتي فتحتها للتو للفتيات.
ولم تخيب هرثا ظن صديقها حيث اجتازت امتحانات جامعة كامبريدج التي كانت تعقد للنساء في اللغة الانجليزية والرياضيات بمرتبة الشرف.
هيرثا ماركس أيرتون وأول كلية لتعليم النساء في انجلترا
ثم التحقت هرثا بكلية جيرتون بجامعة كامبريدج وهي أول كلية لتعليم النساء في انجلترا حيث كانت معاصرة لشارلوت سكوت وكانتا تدرسان معا في نفس الكلية، وتشاركان في نادي الرياضيات وكانتا تجلبان المسائل الرياضية الصعبة للنادي وتعملان على حلها.
واستطاعت ماركس أن تنال إجازتها في الرياضيات في عام 1880 وبالرغم من تفوقها إلا انه ولسوء الحظ كانت جامعة كامبرديج لا تعطي درجات علمية للنساء في ذلك الوقت ولكن كانت تمنحهن شهادات بإنهاء مرحلة دراسية فقط، ولم تستسلم ماركس ولكنها نالت شهادة البكالوريوس في الرياضيات من جامعة لندن بعد اجتيازها الاختبارات اللازمة.
عمل هيرثا ماركس Hertha-Marks-Ayrton
هيرثا ماركس أيرتون |
وعملت هيرثا ماركس أيرتون بعد تخرجها كمدرسة خصوصية للرياضيات بين عام 1881 – 1883 كما كانت تقوم بتدريس العديد من المواد الأخرى، وحتى تمكنت من اختراع جهاز رسام يمكنه أن يقطع أي خط إلى مسافات متساوية ويمكنه ان يكبر او يصغر الأشكال كذلك، وتمكنت من حل مسائل رياضية في غاية الصعوبة ما يجعلها وبدون شك في عداد اذكى الأشخاص الذين عرفهم التاريخ وخاصة في مجال حل المسائل الرياضية.
وبدأت هيرثا ماركس أيرتون حياتها العلمية بحضورها دروس مسائية في الفيزياء في كلية فينسبوري للعلوم التقنية، وكان يدرسها في هذه الفصول الدكتور وليام ايرتون والذي تزوجها فيما بعد في عام 1885، وكانت خير مساعد له في تجاربه الخاصة بالفيزياء والكهربية، وتمكنت ماركس من نشر العديد من الأبحاث التي تخصها وحدها في مجال الكهربية في نشرة الجمعية الملكية اللندنية للكهربية، كما تمكنت من نشر كتابها الأول المعروف باسم “القوس الكهربائي” والذي نشر في عام 1902.
وتضمن كتابها العديد من أبحاثها وتجاربها مع ملخص موجز لفصول الكتاب وفهرس، وأبحاث حديثة في مجال الكهربية، كما ضم شرح وافي لتاريخ اكتشاف القوس الكهربائي، ولاقى الكتاب اهتمام واسع من العاملين بالمجال كما نال نقدا جيدا من المختصين كما أشادت به صحف ألمانية.
أول امرأة تنال عضوية معهد الهندسة الكهربائية
وانتخبت هيرثا ماركس أيرتون كأول امرأة تنال عضوية معهد الهندسة الكهربائية وكان ذلك في عام 1899، وفي عام 1901 تم انتخابها كأول امرأة تنال زمالة الجمعية الملكية اللندنية، وبسبب كونها متزوجة لم ترشحها الجمعية الملكية لتنال جائزة التميز وحتى عشرين عاما بعد هذا التاريخ.
ونالت هيرثا ماركس أيرتون في عام 1906 ميدالية هيوز من الجمعية الملكية للمهندسين الكهربائيين لجهودها في مجال أبحاث القوس الكهربائي والتموجات عبر الرمل، وكانت خامس شخص في التاريخ يحصل على هذه الجائزة والتي بدأت الجمعية الملكية في إعطاءها سنويا منذ عام 1902 للعلماء المختصين في مجال أبحاث الفيزياء مثل الكهربية والمغناطيسية وتطبيقاتها وتخصص فقط للأبحاث الحديثة والفريدة من نوعها، وهي في الوقت الحالي توهب للباحثين في مجال فيزياء الطاقة، توليدها وتخزينها.
وفاة زوجها
وبعد وفاة زوجها في عام 1908 ، ترك لها تركة مالية جيدة ساعدتها على أن تستكمل أبحاثها حيث تمكنت من البحث في نظريات لورد رايلي الرياضية والخاصة بالدوامات، كما تمكنت من اختراع مروحة يمكنها ان تصنع دوامات تصد هجوم بالغاز، ولكنها لم تلقى رواجا كبيرا، بسبب أنها كانت مصممة لتتحمل درجة معينة من الرياح وغير قادرة على تحمل الرياح القوية.
وبعد أن انتهت الحرب العالمية الأولى في عام 1917 حاولت هرثا أن تدخل تعديلات على مروحتها لتلائم الاستخدامات الصناعية والبلدية، كما بدأت في تطوير أبحاثها عن الدوامات الكهربائية والمغناطيسية، وانخرطت في حزب العمال، كما تمكنت هرثا من تطوير أبحاث الأقواس الكهربائية بدرجة كبيرة حيث استطاعت ان تخرج الأبحاث من المعامل لتستخدم على نطاق تجاري واسع وتستخدم في الإضاءة
هيرثا ماركس أيرتون عضو نشيط في المجتمع وفي الحياة السياسية
.
وكانت هيرثا ماركس أيرتون عضو نشيط في المجتمع وفي الحياة السياسية وشاركت في العديد من الاقتراعات بين عامي 1906 و 1913، ووجدت نفسها عضوا في الاتحاد الدولي للسيدات الجامعيات وعضوا في الاتحاد الوطني للعمال العلميين.
وشغلت منصب نائب رئيس الاتحاد البريطاني للنساء الجامعيات، ونائب رئيس الاتحاد الوطني للجمعيات الانتخابية النسائية.
وعاصرت هيرثا ماركس أيرتون العالمة الكبيرة والشهيرة ماريا كوري وكانت صديقة مقربة منها، وعندما تم نسب اكتشاف عنصر الراديوم لزوج ماري كوري، شنت هرثا حملة شعواء في الصحف وفي المجتمعات حيث أكدت أن الأخطاء دائما ما تنسب للمرأة ولكن فضل اكتشاف عظيم مثل هذا قامت به امرأة يتم نسبه للرجل دائما.
وبحلول عام 1923 كانت هيرثا ماركس أيرتون قد قامت بتسجيل ستة وعشرين براءة اختراع، خمسة منها في الفواصل الرياضية، وثلاثة عشرة في الاقواس الكهربائية وتطبيقاتها العملية، والأقطاب المغناطيسية، أما باقي براءات الاختراع فكانت لاختراعاتها في مجال دفع الهواء، وخاصة في الوقت الذي ظهرت فيه الأسلحة الكيميائية لأول مرة في الحرب العالمية الأولى، وظهور كيماويات خطيرة مثل غاز الكلور والفوسجين والأسوأ على الإطلاق غاز الخردل.
والذي كان يتسبب في بثور بشعة على الجلد وتآكل بطيء في رئة الضحية يودي بالضرورة بحياته، حيث كانت مروحتها مصممة على دفع الغازات السامة من الخنادق، ولم تقتصر جهودها في معالجة الآثار القاتلة للحروب على ذلك، ولكنها قضت بقية عمرها وحياتها المهنية في عمل أبحاث تختص بتطهير المستنقعات وتطهير شبكات الصرف الصحي وعمل أبحاث لإزالة الألغام والتي كانت من أسوأ ما خلفته الحرب العالمية الأولى والثانية وما زالت العديد من البلدان تعاني من أثارها الكارثية وحتى يومنا هذا، وكانت وفاتها من تأثير تسمم الدم في يوم 26 أغسطس عام 1923.
تفاصيل وفاة هيرثا ماركس أيرتون
وبعد عامين من وفاة هيرثا ماركس أيرتون، قام صديق عمرها عطيل هانكوك بعمل منحة تعليمية للأبحاث العلمية باسمها في كلية جيرتون بجامعة كامبريدج، لتخليد ذكراها وهو الذي كان له ابلغ الأثر في حياتها العلمية والمهنية ودعم مسيرتها وكان أول من امن بموهبتها ووثق في قدرتها على الوصول إلى ارفع المناصب.
إلى هُنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالتنا حول العالمة الكبيرة هيرثا ماركس أيرتون، نتمنى أن تكون قد نالت إعجابكم
0 commentaires: